الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة استفزّ "السواحلية" وغازل "الكلوبيستيّة": الهاشمي الحامدي يؤجّج "عقلية الفتنة الكروية"

نشر في  04 نوفمبر 2015  (12:40)

لم يحظ الهاشمي الحامدي بقبول كبير في الانتخابات الفارطة بعد تحويله اسم حزبه العريضة الشعبية الى تيار للمحبة ومحاولته اللعب على المشاعر الفياضة للمواطنين وخاصة ممن شارفوا بلوغ عتبة الفقر، فأغدقهم وعودا انتخابية بائسة لم تنطل على الكثيرين بعد ما أدركوا أن الغاية تبرر الوسيلة فيما ينتهجه هذا السياسي وغيره كثيرون من تمشيات لا يتقابل سرّها مع ما جهروا به علنا..
قلنا ان الحامدي دخل من بوابة السياسة، ولكنه أدرك على ما يبدو أن الرياضة أشد وطأة وقد تكون له خير ذخيرة وخزان انتخابي لقادم الاستحقاقات، فكان أن بادر بنثر بعض الملايين لدعم خزائن نجم أولمبيك سيدي بوزيد ومستقبل القصرين واتحاد بنقردان في عملية استبقاقية لجسّ النبض..
الحامدي الذي أشبعنا نظريات غريبة على غرار منحة البطالة وما شابهها من أحلام اليقظة، فانه مرّ الى ما هو أكثر نفوذا الى قلوب الجماههير الرياضية، فكان أن استفزّ جماهير النجم الساحلي خلال مسيرة السبت الفارط بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، حيت ضرب مثلا عن التناقضات بوجود شاب أحرق جسده في صفاقس بسبب عدم توفّر موطن شغل، في حين يستعدّ جانب من أنصار "ليتوال" للسفر الى جنوب افريقيا لمساندة فريقهم في رحلة تفوق تكاليفها الألفي دينار..
الحامدي جنى سيلا من الغضب الجماهيري في سوسة وباقي معاقل "ليتوال" ممن نهوه عن الضرب على وتر الجهويات المقيت، وطالبوا منه عدم حشر نفسه في متاهات الرياضة وتأجيج مشاعر الفتنة الكروية، ولئن حاول الرجل تبرئة نفسه من هذه التهمة عبر بلاغ فايسبوكي (وهذا سلاحه الدائم)، فانه خرج عشية الاثنين ليكشف دون وعي منه مطامعه السياسية المغلّفة برداء رياضي..
الحامدي خرج في اذاعة "اي أف ام" ليقول انه "كلوبيست" بالفطرة وهو مستعدّ لرئاسة النادي الافريقي ان استوجب الأمر منه خلافة سليم الرياحي الذي لوّح بالاستقالة، بل تمادى الحامدي في نظريته ليقول ان أموال الرياحي لا تكفي لضمان اشعاع الافريقي في ظل انتهاجه لسياسات تسييرية خاطئة..
كلام كشف نوايا الحامدي السياسية المبطنة بنيران التفرقة الجهوية رياضيا، فكان أن خرج خالي الوفاض بنيله حقدا من جهة أنصار النجم، وتندّرا من جماهير الافريقي التي دعته الى الانصراف لشأن مغاير ومخالف للتفكير في حال "الجمعية"، وهكذا فانه بزلّة لسان انكشفت النوايا والمطامع، ثم الأهم هي وجود أحقاد جهوية دفينة يبطنها عدد من السياسيين في بلادنا ممن خلناهم قادرين على التوحيد...فاذا بهم ساعون الى مزيد التفرقة..

طارق العصادي